تاريخ بريد مصر المحروسة تحت حكم أسرة محمد علي الجزء (1&2)

مقدمة الإصدار الأول

الهدف من هذا العمل هو توثيق التاريخ البريدي لمصر المحروسة تحت حكم أسرة محمد علي الذي امتد من 1805 حتى 1953 والشكل 1 يوضح تعاقب أسرة محمد علي على حكم مصر. ونظراً لضخامة العمل فتم تجزئته إلى ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول يمتد من حكم محمد علي 1805م حتى الحرب العالمية الأولى 1914م.

الجزء الثاني ويغطي الفترة من الحرب العالمية الأولى 1914، حتى إعلان الجمهورية في يونيه 1953، وامتدت الدراسة حتى تغطي السنوات الأولى من الحكم الجمهوري وحتى نهاية حرب السويس التي انتهت في عام 1956، وما ترتب على ذلك من إغلاق وإعادة افتتاح قناة السويس في عام 1957م.

أما الجزء الثالث فيتناول تاريخ مكاتب البريد المصرية داخل وخارج مصر منذ إصدار أول طابع بريد مصري حتى بداية الحرب العالمية الأولى ومدى انتشارها في أرجاء القطر المصري والسودان وكذلك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وتم توثيق ذلك من خلال دراسة الأختام لمكاتب البريد التي تم تجميعها.

ويستعرض الجزء الأول فترة حكم محمد علي حتى عباس حلمي الثاني أي أول سبع حكام من أسرة محمد علي، بينما يغطي الجزء الثاني فترة حكم السلطان حسين كامل حتى الملك أحمد فؤاد الثاني أي أخر أربع حكام من الأسرة العلوية. وبعد استعراض أحداث الحقبة التاريخية لكل مرحلة يتم استعراض الأحداث البريدية وفقاً لحدوثها مع استعراض عام للجوانب الاجتماعية والاقتصادية للفترة. ولإعطاء البعد الاقتصادي لتكلفة البريد فقد تم عرض العملات المستعملة لكل مرحلة ليساعد القارئ على إدراك القيمة الفعلية للطوابع وتكلفة إرسال البريد  ويبدأ الكتاب باستعراض ملخص لتاريخ بريد مصر قبل حكم أسرة محمد علي لإعطاء القاري خلفية عن تاريخ مصر قبل حكم محمد علي والأسباب التي أدت لظهوره علي الساحة، والعرض التاريخي للفترات التي تمت فيها هذه الوقائع البريدية سيكسب القارئ فهماً أعمق لتاريخ البريد وما هي العوامل التي أدت إلى ظهوره بهذه الكيفية فعلى سبيل المثال استخدم في أول إصدار  اللغة التركية لوجود مصر تحت الحكم العثماني، ومع إسناد إدارة البريد في مصر ل موتسي – Muzzi  وهو إيطالي الجنسية فظهر بريد الإصدار الثاني باللغة الإيطالية والعربية، ثم تم استعمال اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية وفقاً للمتغيرات السياسية والاقتصادية وسوف يفهم القارئ  لماذا كانت الطوابع تستعمل كلمة مصر ثم تغيرت إلى المملكة المصرية ثم إلى الجمهورية، والأحداث السياسية التي أدت لهذا التغيير. وللاستعراض التاريخي سيوضح لماذا ظهرت مكاتب البريد الأجنبية في مصر وأماكن تواجدها وأيضاً لماذا انتشرت مكاتب البريد المصرية في البحر المتوسط والبحر الأحمر والسودان. والعرض التاريخي المصاحب لمثل هذه الوقائع سوف يكسب القارئ فهماً أعمق لهذا التاريخ البريدي الرائع والممتد.

ولذا فإن هذا الكتاب دمج الوقائع البريدية ومزج ذلك بتاريخ الفترة الزمنية وهذا لم يحدث قبل ذلك في أي من الكتب التي تناولت البريد المصري الغالب عليها ذكر الوقائع البريدية دون أي شرح تاريخي لهذه الوقائع. فنرجو من الله أن يستفيد القارئ من العرض بهذه الكيفية واكتسابه فهماً أعمق إلى هذا التراث العظيم، وكذلك البعد الاقتصادي والاجتماعي لهذه الإصدارات والاستخدامات.

مقدمة الإصدار الأول "الجزء الأول 2017"

وهذا الكتاب يهدف إلى تقديم التاريخ بشكل مبسط كمدخل إلى هواة الطوابع وخاصة المبتدئين منهم. وإعطاء صورة شاملة ومبسطة عن تاريخ البريد المصري ووقائعه بتسلسل تاريخي مع عرض البعد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي أدى إلى ظهور هذه الخدمات البريدية وكيفية تطورها لتواكب مقتضيات عصرها والكتاب لا يتعرض للأشياء التي تهم هواة الطوابع المحترفين والمتقدمين فلا نتعرض للنوادر أو الأشياء الفريدة أو بروفات الطبعات وكذلك الإصدارات المزورة فمثل هذه الأمور المتخصصة هناك الكثير من الكتب التي تتعرض إليها بالتفصيل فلا داعي لتكرارها في هذا الكتاب حيث سيكون التركيز على الأحداث الرئيسية للبريد المصري ووصفها وتوثيقها وتقديم الدلائل عليها.

وسيستعرض الجزء الأول في ستة فصول ما يلي:

الفصل الأول: مختصر تاريخ مصر ما قبل حكم أسرة محمد علي ما قبل 1805م

يستعرض هذا الفصل مقدمة لتاريخ مصر السياسي قبل تولي محمد علي الحكم، فتم بإيجاز استعراض الحملات العسكرية التي توالت على مصر من نهاية الدولة الفرعونية حتى حكم محمد علي. وتم تقديم استعراض للبريد في القرن الثامن عشر حيث كانت التجارة تتم بين مصر والبندقية "فينيسيا" حيث كانت ترسل البريد عن طريق السفن في عهدة قائدها وتم تقديم نموذجين لهذه المرحلة أحدهما مؤرخ بتاريخ 1732 والآخر بتاريخ 1745. حيث كانت هي طريقة التواصل بين التجار في مصر والبندقية والواقعة البريدية التي كانت لها تأثير بالغ في تاريخ البريد المصري هي الحملة الفرنسية (1798 – 1801) حيث تم استحداث نظام بريدي يماثل النظم الأوروبية وإن كان استخدامه مقتصراً على شئون الحملة الفرنسية وتم تقديم نماذج بريدية تمثل هذه الفترة. وهو بداية استخدام خدمات البريد الحديث في مصر.

الفصل الثاني: حكم أسرة محمد علي باشا (إبراهيم باشا – عباس باشا – سعيد باشا) 1805-1863م

يتناول هذا الفصل تاريخ البريد المصري لفترة حكم محمد علي وأبنه إبراهيم باشا وحفيده عباس حلمي الأول وابنه محمد سعيد باشا في الفترة من 1805 حتى 1863م وذلك قبل أن يتولى حفيده الخديوي إسماعيل الحكم.

حيث كانت بداية حكم محمد علي تمثل تاريخ مصر الحديث حيث اتسمت بالعلاقة الوثيقة بأوروبا وتدفق التجار إلى مصر بعد تصفية حكم المماليك وأدى ذلك إلى ظهور عنصرين هامين في تاريخ البريد المصري-أولهما البريد الحكومي لتسيير دفة العمل الحكومي وثانيهما للتواصل مع العالم الخارجي. وكان هذا بمثابة تغييراً جذرياً من عهد المماليك، فظهر لأول مرة وكلاء الشحن لنقل البريد من مصر وأوروبا وانتقل بعد ذلك إلى الهند وأمريكا، حيث كانت مصر هي نقطة الارتكاز لإرسال البريد إلى الهند من إنجلترا والعكس. وظهر أيضاً أن القوى الأوروبية العظمى فتحت لها مكاتب بريد في الإسكندرية في العادة ملحقة بالقنصلية لإرسال البريد بين مصر والدول الأوروبية. ففتحت كل من اليونان وفرنسا وبريطانيا والنمسا وروسيا مكاتب بريد لها في مصر. وأنشأ رجل الأعمال الإيطالي "جاكومو موتسي Giacomo Muzzi"، شركة البوسطة الأوروبية للخدمة البريدية داخل مصر على النمط الأوروبي وسميت بوسطة أوروبية وحقق نجاحاً كبيراً مما دفع الحكومة المصرية لشراء الشركة لتصبح نواة للبريد المصري وذلك في عهد الخديوي إسماعيل. وقد تم تقديم نماذج مختلفة لكل من هذه الخدمات. وتنازل محمد علي عن الحكم في 2 مارس 1848 لابنه إبراهيم باشا نظراً لضعف قواه العقلية ثم توفى إبراهيم باشا في 10 نوفمبر 1848م وتولى عباس حلمي الأول الحكم في 1848م حتى قتل في 1854م وتولى محمد سعيد باشا الحكم في 1854 حتى 1863م.

ولم يكن هناك أي تطورات بريدية ذات قيمة إلا افتتاح مكتب البريد الروسي في عهد محمد سعيد باشا في 1857م، وفي تلك الفترة منح سعيد باشا امتياز لفردناند ديليسبس في 1854م لشق ممر مائي بين بورسعيد والسويس لربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر لتسيير التجارة إلى الهند.

وتلي سعيد في الحكم ابن أخيه الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا والذي كان عهده مليء بالإنجازات البريدية كما سيتم عرضه في الفصل الثالث.

الفصل الثالث: حكم الخديوي (إسماعيل -محمد توفيق -عباس حلمي الثاني) حتى الحرب العالمية الأولى (1863 – 1914م)

يستعرض هذا الفصل المرحلة ابتداءً من تاريخ تولي الخديوي إسماعيل الحكم سنة 1863م ثم تبعه ابنه الخديوي محمد توفيق سنة 1879م وتلاه ابنه الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1892م وظل في الحكم حتى سنة 1914م. حيث تم عزله مع الحرب العالمية الأولى نظراً لمساندته للدولة العثمانية التي تحالفت مع ألمانيا. مما أدى إلى إعلان بريطانيا الحماية على مصر وانتهاء الحكم العثماني وبداية حكم الإمبراطورية البريطانية. وهذه الحقبة مليئة بالأحداث البريدية حيث افتتح المكتب الإيطالي بالإسكندرية عام 1863م، وكان الخديوي إسماعيل شغوفاً بأن يجعل مصر دولة حديثة على النمط الأوروبي بما في ذلك الخدمات البريدية، فبدأ بشراء شركة البوسطة الأوروبية سنة 1865 وجعلها النواة لإنشاء خدمة البريد المصري، وأمر بتعيين صاحبها "جاكومو موتسي" مديراً للبريد وعهد إليه طباعة أول إصدار للطوابع المصرية سنة 1866م حيث تم طباعتها في "جنوة" Genoa الإيطالية وصدرت الطوابع باللغة والتصميم التركي وسرعان ما تبعها الإصدار الثاني في 1867م مع تغيير التصميم إلى الشكل المصري متمثل في صورة أبو الهول والهرم وكذلك تم استعمال اللغة العربية مع الإيطالية كلغة أوروبية وتم طباعتها في مطابع إبناسونب "V. Penasson" بالإسكندرية. أما الطبعة الثالثة فطبعت في المطابع الأميرية في بولاق. وفي نهاية عهد إسماعيل حدث تغيير كبير في تقنية الطباعة والجودة ومنها انتقلت الطباعة مرة أخرى إلى أوروبا لشركة "دو لا رو" De La Rue البريطانية واستمرت هي الشركة المتعهدة بطباعة الطوابع المصرية حتى عام 1929م في عهد الملك فؤاد ابن الخديوي إسماعيل، حتى انتقلت الطباعة إلى مصلحة المساحة المصرية.

وبافتتاح قناة السويس سنة 1869م واكتسبت بها مدينة بورسعيد مكانة تجارية خاصة حيث تم افتتاح مكتب البريد الفرنسي في بورسعيد والسويس، وكذلك مكتب البريد النمساوي في بورسعيد، ومكتبا لبريد البريطاني في السويس. وصحب ذلك انتشار مكاتب البريد المصرية في أرجاء القطر المصري والخارج. وهو ما سيتم عرضه استعراضه في الجزء الثالث من هذه المجموعة.

ثم تم عزل الخديوي إسماعيل في 1879م نظراً لسياساته التي لم توافق القوى الأوروبية فتم عزله عن طريق السلطان العثماني واستبداله بابنه الخديوي محمد توفيق والذي استمر حكمه لمدة 14 عاماً كانت فترة مليئة بالاضطرابات ابتداءً بالثورة العرابية 1881م وتبعها الاحتلال البريطاني 1882م ثم الثورة المهدية بالسودان 1885م والتي أنهت الحكم المصري والإنجليزي في السودان. وتلاها فترة استعادة السودان ما بين 1891 – 1899م. أما الوقائع البريدية في عهده فتمثلت في إصدار الطبعة الثانية والثالثة والرابعة من الإصدار الرابع، حيث تم في الطبعة الثانية 1881م تغيير الألوان لتتناسب مع متطلبات اتحاد البريد العالمي. وفي 1888م تم تغيير العملة وإلغاء البارة التركية واستبدالها بالمليم والقرش، مما اقتضى إصدار جديد للبريد بالعملة الجديدة. وتوفي توفيق سنة 1892م ثم تبعه في الحكم ابنه الخديوي عباس حلمي الثاني حتى 1914م.

والحدث الأكبر في عهد عباس حلمي الثاني كان تغيير تصميم الإصدارات الأربعة السابقة من شكل أبو الهول والهرم إلى الشكل الجديد بتصميم بالإصدار المصور سنة 1914م. وخلف عباس حلمي في الحكم عمه السلطان حسين كامل والذي تم اختياره عن طريق بريطانيا في حينه. وسوف يتم عرض تاريخ حسين كامل في الجزء الثاني من هذه المجموعة. وقد تم تقديم توثيق بريدي للأحداث البريدية السابقة.

الفصل الرابع: السودان

يستعرض هذا الفصل التاريخ البريدي لمصر في السودان. حيث أن والسودان ومصر يربطهما جذور عميقة تاريخياً وجغرافياً، ويوحدهما نهر النيل.

وفي العصر الحديث ابتداءً من عهد محمد علي – وهو موضع الدراسة- توسع حكم محمد علي ليشمل السودان ومناطق كثيرة منها مما اقتضى امتداد البريد الحكومي للوفاء بالمتطلبات الإدارية للحكم. وفي عهد الخديوي إسماعيل زادت مكاتب البريد في السودان لتصبح 28 مكتباً منتشرة في أرجاء السودان ابتداءً من وادي حلفا بأقصى الشمال حتى مصوع وبربر بأقصى الجنوب. وكذلك الموانئ كسواكن وبربرة. وفي أثناء الثورة المهدية توقفت الخدمات البريدية في الأماكن التي خضعت للثورة المهدية أما الأماكن التي لم تخضع لحكمها كسواكن ووادي حلفا فاستمر العمل فيها وتغطيتها بالبريد المصري.

ومع انتهاء الثورة المهدية وعودة الحكم المصري (1891-1899م) – فترة حملات استعادة السودان-حيث تم استئناف خدمات البريد المصرية ويقدم هذا الفصل الشواهد البريدية لهذا التاريخ.

الفصل الخامس: خدمات البريد المستحق والحكومي

يقدم الفصل الخامس تاريخ البريد المستحق والحكومي وظهرت الحاجة للبريد المستحق عندما ظهرت خطابات بريدية لم تستوف الأجرة المستحقة عليها لتخليصها مما اقتضى تحصيل باقي الأجرة غير المدفوعة من المستلم. وتم إصدار طوابع لهذه الغاية. أي لاستيفاء الجزء المستحق من الخدمة مع التغريم من المستلم عند استلامه وصدر أول طابع منها في 1884م. واستمر إصدار الطوابع المستحقة طوال فترة حكم أسرة محمد علي إلى الحكم الجمهوري. أما بالنسبة للخطابات الرسمية الحكومية أي الخطابات بين الجهات الرسمية من الحكومة فهي لا تخضع إلى التخليص البريدي العادي فتم إصدار طوابع خاصة بها لتغطية المراسلات وذلك للاستعمال في المراسلات الحكومية وأطلق عليها طوابع أميرية في البداية وهي كلمة تركية تعني الحكومة وتم تغييرها إلى كلمة حكومي في 1938م في عهد الملك فاروق وهذا الفصل يستعرض تاريخ الفترة ويوثق تاريخها البريدي.

الفصل السادس: القرطاسة البريدية

وهناك خدمة أخرى قدمتها مصلحة البريد المصري إلى جانب إصدار الطوابع وهي القرطاسة البريدية. وبدأت استخدامها في 1897م واستمرت من حكم أسرة محمد علي حتى فترة الحكم الجمهوري واتخذت أشكال مختلفة (التذاكر البريدية – الأظرف – الأظرف المسجلة – المحازم المدموغة – صفحات الخطابات المسجلة – أوراق الخطاب – الخطاب الجوي) وتم استعراض كل هذه الأنواع وتقديم الأمثلة عليها وسوف يكون الهدف من الجزء الثاني في هذه المجموعة هو توثيق فترة التاريخ البريدي من بعد الحرب العالمية إلى فترة أوائل الحكم الجمهوري حتى نهاية حرب السويس وإعادة افتتاح قناة السويس 1956م.

مقدمة الإصدار الأول "الجزء الثاني2017"

يستكمل الجزء الثاني في هذا الكتاب ما انتهى من الجزء الأول بعد انتهاء الحكم العثماني لمصر وإعلان الحرب العالمية الأولى ووضع مصر تحت الحماية البريطانية وهي بداية فترة تاريخية جديدة من تاريخ مصر البريدي حيث نصبت إنجلترا القوى العظمى – في هذه الفترة أحد أبناء الخديوي إسماعيل وهو حسين كامل عم الخديوي عباس حلمي الثاني الذي تم عزله حيث كان من مؤيدين الدولة العثمانية والتي انضمت إلى ألمانيا وحزبها ضد إنجلترا وتم تعيينه كسلطان بنفس لقب السلطان العثماني وأصبحت مصر السلطة المصرية إلى أن توفي عام 1917 وحل محله أخوه "فؤاد الأول" والذي منح أيضاً لقب سلطان وفي نهاية الحرب العالمية الأولى طالب المصريين بالاستقلال في حراك شعبي ضخم في سنة 1919 وبعد مفاوضات مضنية مع الجانب البريطاني بشأن الحكم المصري وكذلك السودان أعلنت مصر مملكة في عام 1922 وأصبح السلطان فؤاد الملك فؤاد وبالطبع انعكس ذلك على إصدارات البريد لهذه الفترة التاريخية وفي عام 1936 توفي الملك فؤاد وورث عرشه ابنه الوحيد الملك فاروق وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة وهو بذلك يعد ثاني ملوك مصر في العهد الحديث وفي يونيه 1952 استولى الجيش على الحكم وأرغم فاروق بالتنازل عن العرش ليحل محله ابن الرضيع "أحمد فؤاد الثاني" وعمره حوالي ست شهور وتم تعيين وصاية على العرش ثم عاد الجيش في يونيه 1953 وقام بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية.

وبدأت سنوات من الاضطرابات والصدام مع إنجلترا وفرنسا متمثلة في تأميم قناة السويس عام 1956 حيث قامت كل من انجلترا وفرنسا بالتعاون مع إسرائيل بشن حرب استولت كل من إنجلترا وفرنسا على قناة السويس وإسرائيل على سيناء وساند العالم كله مصر بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وهي القوى العظمى في ذلك الوقت وتم إجبار انجلترا وفرنسا على الجلاء من قناة السويس واستقر الحكم الجمهوري. وتتوقف الدراسة عند هذه المرحلة ونسأل الله أن ييسر الأمر لباحثين آخرين لاستكمال البحث في تاريخ البريد المصري بعد هذه المرحلة وهو تاريخ شامل وعريق.

وسيستعرض الجزء الثاني في ستة فصول ما يلي:

الفصل الأول: بريد السلطنة المصرية (السلطان حسين كامل – السلطان فؤاد الأول) 1914 - 1922

يتناول هذا الفصل التاريخ البريدي للسلطنة المصرية في أول ثلاث سنوات كان الحكم للسلطان حسين كامل وفيها استمر استعمال الطبعة المصورة الأولى والإصدار الوحيد الذي تم في هذه الفترة هو طباعة فوقية بقيمة 2 مليم فوق 3 مليمات وبعد وفاته في 1917 تولى الحكم السلطان فؤاد وفي عهده تم إصدار الطبعة الثانية من الإصدار المصور حيث تم تغيير العلامة المائية من الهلال والنجمة (العلم العثماني) إلى العلم المصري (هلال وثلاث نجوم) وأصدر طابعين بــ15 مليم في طبعة 1921 وفي نهاية هذه المرحلة أصبح التجهيز للمرحلة القادمة وهي المفاوضات مع بريطانيا لإعلان المملكة عام 1922 وهو محور الفصل الثاني.

الفصل الثاني: بريد المملكة المصرية (الملك فؤاد الأول – الملك فاروق – الملك أحمد فؤاد الأول) 1922-1953

بدأت المملكة المصرية في 1921 وانتهت في 1953 بدأت بتولي الملك فؤاد الحكم وتغير لقبه من سلطان إلى ملك في 1922 وتم إعلان الدستور في 1923 لتصبح مصر مملكة دستورية ثم تولى ابنه فاروق الحكم في 1936 بعد وفاته وهو دون الثامنة عشرة حتى عام 1952 عندما أجبره الجيش بالتنازل عن العرش لابنه "أحمد فؤاد الثاني" لحين إعلان الجمهورية في 1953.

وهذه الفترة كفترة إسماعيل غنية بالتاريخ البريدي في أزهى مراحله نظراً لأن الملك فؤاد والملك فاروق قاموا بالاهتمام بالبريد بشكل كبير وكلاهما من هواة جمع الطوابع فكان الملك فاروق يمتلك مجموعة من أندر الطوابع وللأسف تم تبديدها وبيعت بثمن بخس في 1954 وما زالت تم بيع أجزاء منها في المناسبات المختلفة بأثمان باهظة.

وفي بداية الحكم الملكي تم إصدار الإصدار الأخير من الإصدار المصور في 1922 بالتاج والمملكة المصرية في 15 مارس 1922 وهو إعلان المملكة وفي 1924 تم إصدار الإصدار الأول للملك فؤاد بصورته وبدأ إصدار الطوابع التذكارية للمناسبات المختلفة وفي عام 1927 أصدرت الطبعة الثانية بصورة الملك فؤاد مع استخدام العالمة المائية الجديدة وهي  (التاج – وحرف "ف" ) والتي أصبحت العلامة المائية للطوابع طوال الفترة الملكية وأصدر في عهد الملك الطبعة الثانية عام 1931 أعقبها إصدارات بريدية بصورة الملك فاروق واستمر في عهد فؤاد استعمال طوابع الحكومي والمستحق والتي يمكن مراجعتها في الجزء الأول كذلك الأوراق البريدية وفي عهد الملك فؤاد تم إصدار البريد الجوي والمستعجل واستمرت إلى العهد الجمهوري.

وبدأ في عهد الملك فاروق إصدار طوابع تحمل صورته في 1937 مع استمرار الطوابع التذكارية وكذلك إصدار 1939- 1944 – 1947 إصدارات للملك فاروق مع استمرار التذكاري وفقاً للمناسبات.

وفي عام 1936 في بداية عهد فاروق دخلت مصر في مفاوضات بشأن الاستقلال الكامل ومسألة حكم السودان وصدرت الطوابع في 1952 حيث تم توشيح طوابع فاروق بكلمة ملك مصر والسودان وصدرت طوابع تذكارية بهذه المناسبة في 1952 وبعده بفترة وجيزة تم عزله عن الحكم بواسطة الجيش وانفصلت مصر عن السودان لاحقاً وبدأ إصدار الطوابع الجمهورية من عام 1952 احتفالاً بإلغاء الملكية وما تبقى من الطوابع الموجودة عليها صورة الملك فاروق تم استخدامها مع وضع ثلاثة أشرطة لطمس الوجه وفي عام 1953 بدأ إصدار الطوابع الجمهورية ولكن ليست محل هذه الدراسة.

الفصل الثالث: البريد التذكاري

يتناول هذا الفصل استعراض الطوابع التذكارية والمناسبات التي يتم الاحتفال بها بداية من عام 1925 بانعقاد المؤتمر الجغرافي الدولي ثم المعرض الزراعي الصناعي وهي طوابع صدرت احتفالاً بهذه المناسبات واستعملت لفترة محدودة واستمر هذا التقليد حتى اليوم وفي هذا الفصل يتم استعراض الطوابع التذكارية مع وصف بسيط للمناسبة التي اقتضت إصدارها.

وقد اشتمل هذا الفصل على الإصدارات التذكارية حتى عام 1957 بعد حرب السويس 1956 التي اشتركت فيها إسرائيل مع بريطانيا وفرنسا والتي أدت إلى إغلاق القناة وافتتاحها في عام 1957 وسوف يتم إصدار إلكتروني لاحقاً إن شاء الله من الدار الناشر عن فترات إصدارات التذكاري لما بعد 1957 وحتى مرور مائة عام على إصدار أول طابع.

الفصل الرابع: خدمات البريد الجوي والمستعجل

صدر أول طابع يتعلق بالبريد الجوي في 10 مارس 1926 خلال فترة حكم الملك فؤاد وتبعها إصدار 1929 وفي عام 1931 تم إصدار طباعة فوقية بمناسبة النقل الجوي باستعمال المناطيد [جراف تسبلين] على إصدار 1929 وتم إصدار مجموعة من كاملة عام 1933 ابتداءً من فئة المليم إلى 200 مليم وكانت تحمل صورة للهرم والطائرة وفي عام 1941 تم إصدار مجموعة جديدة وبألوان مختلفة وفي عام 1947 تم إصدار تصميم جديد للملك فاروق وطائرة وتم توشيح هذه الطبعة في 1952 وقد استمر استعمالها لما بعد عزل الملك فاروق عن العرش مع وجود ثلاثة أشرطة لطمس الوجه.

وإلى جانب البريد الجوي قد استخدمت إدارة البريد عام 1926 نظام البريد المستعجل والتي بمقتضاها يدفع المستخدم رسوم إضافية لتوصيل البريد في أقرب وقت ممكن واستمرت هذه الخدمة إلى ما بعد الحكم الجمهوري ويقدم الفصل نماذج لهذه الاستخدامات.

الفصل الخامس: خدمات البريد الحربي في مصر

يتم التوصيل بين القوات البريطانية الموجودة في مصر والحكومة المصرية على أن يتم استخدام البريد المصري لنقل بريد الجنود ويتم التخليص عن طريق ملصقات بريدية تلصق على الخطابات وأختام تفيد بالتخليص وبدأت هذه الخدمة سنة 1931 ثم تلى بعد ذلك إلغاء هذه الملصقات واستخدام طوابع البريد الحربي فئة 3 و 5 مليمات بصورة الملك فؤاد والملك فاروق وكتب عليها بريد حربي.

الفصل السادس: فلسطين

مع بداية الحرب الإسرائيلية العربية عام 1948 ودخول القوات المصرية لفلسطين بدأ استخدام الطوابع المصرية في فلسطين حيث تم توشيح الطوابع المصرية بكلمة فلسطين باللغة العربية والانجليزية – وبعد انتهاء الحرب ظلت غزة تحت الحكم المصري حتى عام 1967 ما عدا فترة بسيطة خلال حرب 1956 حيث كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي ثم عادت إلى الحكم المصري ويتم تقديم نموذج لهذه الاستخدامات.

مقدمة الإصدار الثاني"2020"

بعد أن تم بعون الله نفاذ الإصدار الأول، وحصوله على جائزة في معرض الصين الدولي للطوابع 2019. توكلت على الله بعمل الإصدار الثاني مراعياً فيه النصائح والانتقادات التي تحصلت عليها من القراء الأعزاء. حيث يختلف هذا الإصدار عن الإصدار الأول في الإعداد حيث تم تصغير الأشكال مع الاحتفاظ بحجم الطابع والختم مقارباً الحجم الطبيعي، وكذلك تم عمل تنقيح عام داخل الكتاب، كما تم الاكتفاء بنموذج طابع واحد فقط لكل إصدار وتم إضافة ملحق بنهاية الكتاب يشمل كافة إصدارات الطوابع الواردة في الكتاب.

إضافات الجزء الأول:

  • إضافة أختام خاصة بالبريد الحكومي في الفصل الثاني بريد محمد علي باشا بعد اكتشاف أسيوط والذي ظهرت فيه مجموعة من الأختام قام بتجميعها الأستاذ/ محمود رمضان وتم نشرها في مجلة "Egypt Study Circle" وتم عرضها في الكتاب بعد تصريح منهم.
  • إضافة ظرف "حكومي" استخدام جديد في الفصل الخامس خدمات البريد المستحق والحكومي.
  • إضافة "5" ظروف لاستخدامات جديدة في الفصل السادس القرطاسة البريدية. وتم حذف النماذج التي ليس لها استخدام والاكتفاء بالنماذج في جدول خاص بإصدارات القرطاسة البريدية في ملحق الكتاب.

إضافات الجزء الثاني:

  • إضافة ظرف استخدام جديد في الفصل الأول بريد السلطنة المصرية.
  • إضافة ظرفين في بريد الملك فاروق الفصل الثاني بريد المملكة المصرية.
  • إضافة "19" ظرف استخدام جديد في الثالث البريد التذكاري، تم الحصول عليها من المزاد الخاص بمجموعة "جوزيف شلهوب".
  • إضافة ظرف "جوي" استخدام جديد في الفصل الرابع خدمات البريد الجوي والمستعجل.